فصل: الحديث الرابع

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 الحديث الرابع

قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏

- ‏"‏لا تقرأ الحائض والجنب شيئًا من القرآن‏"‏،قلت‏:‏ روي من حديث ابن عمر‏.‏ ومن حديث جابر‏.‏

- أما حديث ابن عمر، فأخرجه الترمذي ‏[‏في ‏"‏الطهارة‏"‏ في ‏"‏باب الجنب والحائض أنهما لا يقرءان القرآن‏"‏ ص 196، وابن ماجه في ‏"‏الطهارة‏"‏ في ‏"‏باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة‏"‏ ص 44‏]‏ وابن ماجه عن إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع، عن عمر، قال‏:‏ قال رسول ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏ لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن‏"‏، انتهى‏.‏ قال الترمذي‏:‏ لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، انتهى‏.‏ ورواه البيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏[‏ص 81‏]‏ وقال‏:‏ قال البخاري فيما بلغني عنه‏:‏ إنما روى هذا اسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة، ولا أعرفه من حديث غيره، وإسماعيل منكر الحديث عن أهل الحجاز‏.‏ وأهل العراق، ثم قال‏:‏ وقد روى عن غيره عن موسى بن عقبة، وليس بصحيح، انتهى‏.‏ وقال في ‏"‏المعرفة‏"‏‏:‏ هذا حديث ينفرد بن إسماعيل بن عياش، وروايته عن أهل الحجاز ضعيفة لا يحتج بها، قاله أحمد بن حنبل‏.‏ ويحيى بن معين‏.‏ وغيرهما من الحفاظ‏.‏ وقد روى هذا عن غيره، وهو ضعيف، انتهى‏.‏ وقال ابن أبي حاتم في ‏"‏علله ‏[‏ص 49‏]‏‏"‏ سمعت أبي، وذكر حديث إسماعيل بن عياش هذا، فقال‏:‏ خطأ، إنما هو من قول ابن عمر، انتهى‏.‏ وقال ابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏‏:‏ هذا الحديث بهذا السند لا يرويه غير إسماعيل بن عياش، وضعفه أحمد‏.‏ والبخاري‏.‏ وغيرهما، وصوب أبو حاتم وقفه على ابن عمر، انتهى‏.‏ وله طريقان آخران عند الدارقطني ‏[‏ص 43‏]‏‏.‏ أحدهما‏:‏ عن المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة به‏.‏ وهذا مع أن فيه رجلًا مجهولًا، فأبو معشر رجل مستضعف إلا أنه يتابع عليه‏.‏ وأما حديث جابر‏.‏ فرواه الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏ في ‏"‏آخر الصلاة‏"‏ من حديث محمد بن الفضل عن أبيه عن طاوس عن جابر مرفوعًا نحوه، ورواه ابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏ وأعله بمحمد بن الفضل، وأغلظ في تضعيفه عن البخاري‏.‏ والنسائي‏.‏ وأحمد‏.‏ وابن معين، ووافقهم حديث يمكن أن يستدل به الطحاوي في إباحة ما دون الآية للجنب، ورواه أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏[‏ص 110‏]‏ حدثنا عائذ بن حبيب حدثني عامر بن السمط عن أبي العزيف الهمداني، قال‏:‏ أُتي عليّ بوضوء فمضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه ‏[‏في ‏"‏المسند‏"‏ غسل يديه وذراعيه‏:‏ ثلاثًا ثلاثًا‏]‏ ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه، ثم قال‏:‏ هكذا رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ توضأ، ثم قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال‏:‏ ‏"‏هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا، ولا آية‏"‏، انتهى‏.‏ ولكن الدارقطني رواه في ‏"‏سننه ‏[‏ص 44، والبيهقي‏:‏ ص 89، و 90‏]‏‏"‏ موقوفًا بغير هذا اللفظ، فأخرجه عن عامر بن السمط ثنا أبو العزيف الهمداني، قال‏:‏ كنا مع علي رضي اللّه عنه في الرحبة، فخرج إلى أقصى الرحبة، فواللّه ما أدري أبولًا أحدث أم غائطًا، ثم جاء فدعا بكوز من ماء فغسل كفيه، ثم قبضهما إليه، ثم قرأ صدرًا من القرآن، ثم قال‏:‏ ‏"‏اقرؤوا القرآن ما لم يصب أحدكم جنابة، فإن أصابه فلا، ولا حرفًا واحدًا، انتهى‏.‏ قال الدارقطني‏:‏ هو صحيح عن علي، انتهى‏.‏

- حديث آخر في منع القراءة للجنب‏:‏ رواه أصحاب السنن الأربعة ‏[‏أبو داود في ‏"‏باب الجنب يقرأ‏"‏ ص 34، والترمذي في ‏"‏باب - بعد باب - ما جاء في التيمم‏"‏ ص 21، وقال‏:‏ حسن صحيح‏.‏ وابن ماجه في ‏"‏باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة‏"‏ ص 44، والنسائي في ‏"‏باب حجب الجنب من قراءة القرآن‏"‏ ص 52، والحاكم في ‏"‏الأطعمة‏"‏ في ‏"‏باب الوضوء قبل الطعام وبعده بركة‏"‏ ص 107 - ج 4، وقال‏:‏ صحيح الإسناد، والطحاوي‏:‏ ص 52، والطيالسي‏:‏ ص 17، وأحمد‏:‏ ص 83 - ج 1، وص 84 - ج 1، وص 117 - ج 1، وص 124 - ج 1‏.‏‏]‏ من حديث عمرو بن مرة عن عبد اللّه بن سلمة عن علي، قال‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لا يحجبه - أو لا يحجزه - عن القرآن شيء ليس الجنابة، انتهى‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح، ورواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏‏.‏ والحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ وصححه قال‏:‏ ولم يحتجا بعبد اللّه بن سلمة، ومدار الحديث عليه، انتهى‏.‏ قال النووي في ‏"‏الخلاصة‏"‏‏:‏ قال الشافعي‏:‏ أهل الحديث لا يثبتونه، قال البيهقي‏:‏ لأن مداره على علي بن سلمة ‏"‏بكسر اللام‏"‏ وكان قد كبر، وأنكر حديثه وعقله، وإنما روى هذا بعد كبره، قاله شعبة، انتهى كلامه‏.‏

- الحديث الخامس‏:‏ قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏

- ‏"‏لا يمس القرآن إلا طاهر‏"‏،

قلت‏:‏ روي من حديث عمرو بن حزم، ومن حديث ابن عمر، ومن حديث حكيم بن حزام، ومن حديث عثمان بن أبي العاص، ومن حديث ثوبان‏.‏

- أما حديث عمرو بن حزم، فرواه النسائي في ‏"‏سننه ‏[‏قلت‏:‏ الحديث أخرجه النسائي في ‏"‏الديات‏"‏ في ذكر حديث عمرو بن حزم في ‏"‏العقول‏"‏ ص 251 - ج 2 من حديث حكم بن موسى‏.‏ ومحمد بن بكار عن يحيى بن حمزة، ولم أجد فيه‏:‏ أن لا يمس القرآن إلا طاهر، واللّه أعلم‏]‏‏"‏ في ‏"‏كتاب الديات‏"‏ وأبو داود في ‏"‏المراسيل‏"‏ من حديث محمد بن بكار بن بلال عن يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده في الكتاب الذي كتبه رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إلى أهل اليمن في ‏"‏السنن‏.‏ والفرائض‏.‏ والديات‏"‏ أن لا يمس القرآن إلا طاهر، انتهى‏.‏ وروياه أيضًا من حديث الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة ثنا سليمان بن داود الخولاني حدثني الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده بنحوه، قال أبو داود‏:‏ وهم فيه الحكم بن موسى ‏"‏يعني في قوله‏:‏ سليمان بن داود‏"‏ وإنما هو سليمان بن أرقم، وقال النسائي‏:‏ الأول أشبه بالصواب، وسليمان بن أرقم متروك، انتهى‏.‏ وبالسند الثاني رواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع السابع والثلاثين، من القسم الخامس، وقال‏:‏ سليمان بن داود الخولاني من أهل دمشق ثقة مأمون، انتهى‏.‏ وكذلك الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ‏[‏في ‏"‏باب زكاة الذهب‏"‏ ص 397 - ج 1 في حديث طويل‏.‏‏]‏ وقال‏:‏ هو من قواعد الإسلام، وإسناده من شرط هذا الكتاب، انتهى‏.‏ أخرجه بطوله، ورواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ والدارقطني ‏[‏ص 45، وص 283 والبيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ ص 88، والدارمي في ‏"‏باب لا طلاق قبل النكاح‏"‏ ص 293‏)‏‏]‏ ثم البيهقي في ‏"‏سننهما‏"‏‏.‏ وأحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ وابن راهويه‏.‏

- طريق آخر‏:‏ رواه الدارقطني في ‏"‏غرائب مالك‏"‏ من حديث أبي ثور هاشم بن ناجية عن مبشر بن إسماعيل عن مالك عن عبد اللّه بن أبي بكر عن أبيه عن جده، قال‏:‏ كان فيما أخذ عليه رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أن لا يمس القرآن إلا طاهر، قال الدارقطني‏:‏ تفرد به أبو ثور عن مبشر عن مالك، فأسنده عن جده، ثم رواه من حديث إسحاق الطباع، أخبرني مالك عن عبد اللّه بن أبي بكر عن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه، قال‏:‏ كان في الكتاب الذي كتبه رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أن لا يمس القرآن إلا طاهر، قال‏:‏ وهذا الصواب عن مالك، ليس فيه عن جده، انتهى‏.‏ قال الشيخ تقي الدين في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ وقوله فيه‏:‏ عن جده يحتمل أن يراد به جده الأدنى، وهو محمد بن عمرو بن حزم، ويحتمل أن يراد به جده الأعلى، وهو عمرو بن حزم، وإنما يكون متصلًا إذا أريد الأعلى، لكن قوله‏:‏ كان فيما أخذ عليه رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يقتضي أنه عمرو بن حزم لأنه الذي كتب له الكتاب‏.‏

- طريق آخر أخرجه البيهقي في ‏"‏الخلافيات‏"‏ من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عبد اللّه بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كتب في عهده‏:‏ ولا يمس القرآن إلا طاهر، انتهى‏.‏ قلت‏:‏ لم أجده عند عبد الرزاق في ‏"‏مصنفه‏"‏، - وفي - تفسيره إلا مرسلًا، فرواه في ‏"‏مصنفه‏"‏ في ‏"‏باب الحيض‏"‏ أخبرنا معمر عن عبد اللّه بن أبي بكر عن أبيه قال‏:‏ كان في كتاب النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ الحديث، ورواه في ‏"‏تفسيره‏"‏ في ‏"‏سورة الواقعة‏"‏ أخبرنا معمر عن عبد اللّه‏.‏ ومحمد ابني أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيهما أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كتب لهم كتابًا فيه‏:‏ ولا يمس القرآن إلا طاهر، انتهى‏.‏ ومن طريق عبد الرزاق، رواه الدارقطني ‏[‏ص 45 من طريق الحسن بن أبي الربيع، كما في ‏"‏المصنف‏"‏، ومن طريق ابن زنجويه، كما في ‏"‏التفسير‏"‏، وأخرجه البيهقي في‏:‏ ص 87 من طريق الحسن، كما في ‏"‏المصنف‏"‏‏.‏‏]‏ ثم البيهقي في ‏"‏سننهما‏"‏ هكذا مرسلًا، قال الدارقطني‏:‏ هذا مرسل، ورواته ثقات، انتهى‏.‏

- طريق آخر، رواه البيهقي في ‏"‏الخلافيات‏"‏ من حديث إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن عبد اللّه، ومحمد ابني أبي بكر يخبرانه عن أبيهما عن جدهما عن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه كتب هذا الكتاب لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن، وأبو أويس صدوق، أخرج له مسلم في ‏"‏المتابعات‏"‏ وقد روي هذا الحديث من طريق أخرى مرسلة، وسيأتي في ‏"‏الزكاة‏"‏ وفي ‏"‏الديات‏"‏ بعض ذلك إن شاء اللّه تعالى، قال السهيلي في ‏"‏الروض الأنف ‏[‏في ‏"‏فصل تطهير عمر ليمس القرآن‏"‏‏.‏

‏]‏‏"‏ حديث‏:‏ لا يمس القرآن إلا طاهر مرسل لا يقوم به الحجة، وقد أسنده الدارقطني من طرق ‏[‏في ‏"‏السهيلي‏"‏ ص 217 - ج 1 من طرق حِسَان أقواها، الخ، قلت‏:‏ طريق الطيالسي لم أجده في ‏"‏سنن الدارقطني‏"‏ ولا ‏"‏مسند الطيالسي‏"‏ واللّه أعلم‏.‏‏]‏ أقواها رواية أبي داود الطيالسي عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده‏.‏

- وأما حديث ابن عمر، فرواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ والدارقطني ‏[‏في ‏"‏السهيلي‏"‏ ص 217 - ج 1 من طرق حِسَان أقواها، الخ، قلت‏:‏ طريق الطيالسي لم أجده في ‏"‏سنن الدارقطني‏"‏ ولا ‏"‏مسند الطيالسي‏"‏ واللّه أعلم‏.‏‏]‏، ثم البيهقي من جهته في ‏"‏سننهما‏"‏ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري، قال‏:‏ سمعت سالمًا يحدث عن أبيه، قال‏:‏ قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏لا يمس القرآن إلا طاهر‏"‏، انتهى‏.‏ وسليمان بن موسى الأشدق مختلف فيه، فوثقه بعضهم، وقال البخاري‏:‏ عنده مناكير، وقال النسائي‏:‏ ليسس بالقوي، وأما حديث حكيم بن حزام، فرواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ في ‏"‏كتاب الفضائل ‏[‏في ‏"‏معرفة الصحابة‏"‏ ص 485 - ج 3، والدارقطني‏:‏ ص 45، ولم أجده في ‏"‏البيهقي‏"‏ فيما عندي من أجزائه الستة، ولم يعز الحافظ إليه أيضًا‏.‏‏]‏‏"‏ من حديث سويد بن أبي حاتم ثنا مطر الوراق عن حسان بن بلال عن حكيم بن حزام، قال‏:‏ لما بعثني رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إلى اليمن، قال‏:‏ ‏"‏لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر‏"‏، انتهى‏.‏ قال الحاكم‏:‏ حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه‏.‏ ورواه الطبراني‏.‏ والدارقطني، ثم البيهقي في ‏"‏سننهما‏"‏‏.‏

- وأما حديث عثمان بن أبي العاص، فرواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، ثنا يعقوب بن حميد ثنا هشام بن سليمان عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن سعيد عن عبد الملك عن المغيرة بن شعبة عن عثمان بن أبي العاص أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏"‏لا يمس القرآن إلا طاهر‏"‏، انتهى‏.‏

- وأما حديث ثوبان فلم أجده موصولًا، ولكن قال ابن القطان في ‏"‏كتابه الوهم والإِيهام‏"‏‏:‏ وروى علي بن عبد العزيز في ‏"‏منتخبه‏"‏ حدثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا مسعدة البصري عن خضيب بن جحدر عن النضر بن شفي عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏‏"‏لا يمس القرآن إلا طاهر‏"‏، والعمرة هي الحج الأصغر، انتهى‏.‏ قال ابن القطان‏:‏ وإسناده في غاية الضعف، أما النضر بن شفي، فلم أجد له ذكرًا في شيء من مظانه، فهو مجهول جدًا، وأما الخضيب بن جحدر، فقد رماه ابن معين بالكذب، وأما مسعدة البصري، فهو ‏"‏ابن اليسع‏"‏ تركه أحمد بن حنبل، وخرق حديثه، ووصفه أبو حاتم بالكذب، وأما إسحاق بن إسماعيل فهو ‏"‏ابن عبد الأعلى‏"‏ يروي عن ابن عيينة‏.‏ وجرير‏.‏ وغيرهما، وهو شيخ لأبي داود، وأبو داود إنما يروي عن ثقة عنده، انتهى كلامه، وفي الباب أثران جيدان‏:‏ أحدهما أخرجه الدارقطني ‏[‏في ‏"‏سننه‏"‏ ص 45، وص 46، والبيهقي كلاهما في‏:‏ ص 8‏.‏ والثاني‏:‏ من طريق الدارقطني أيضًا‏.‏‏]‏ عن إسحاق الأزرق ثنا القاسم بن عثمان البصري عن أنس بن مالك، قال‏:‏ خرج عمر متقلدًا بالسيف، فقيل له‏:‏ إن ختنك وأختك قد صبوا، فأتاهما عمر، وعندهما رجل من المهاجرين، يقال له‏:‏ ‏"‏خباب‏"‏ وكانوا يقرؤون ‏"‏طه‏"‏، فقال‏:‏ أعطوني الذي عندكم، فأقرأه - وكان عمر يقرأ الكتب - فقالت له أخته‏:‏ إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم واغتسل، أو توضأ، فقام عمر فتوضأ، ثم أخذ الكتاب فقرأ ‏"‏طه‏"‏، انتهى‏.‏ ورواه أبو يعلى الموصلي في ‏"‏مسنده‏"‏ مطولًا، قال الدارقطني‏:‏ تفرد به القاسم بن عثمان، وليس بالقوي، وقال البخاري‏:‏ له أحاديث لا يتابع عليها‏.‏ الثاني‏:‏ أخرجه الدارقطني أيضًا عن عبد الرحمن بن يزيد، قال‏:‏ كنا مع سليمان، فخرج فقضى حاجته، ثم جاء، فقلت‏:‏ يا أبا عبد اللّه لو توضأت لعلنا نسألك عن آيات، قال‏:‏ إني لست أمسه، إنه لا يمسه إلا المطهرون، فقرأ علينا ما شئنا، انتهى‏.‏ وصحح الدارقطني، قوله‏:‏ روى عن إبراهيم النخعي أنه قال‏:‏ أقل الطهر خمسة عشر يومًا، قلت‏:‏ غريب جدًا ‏[‏قال الحافظ في ‏"‏الدراية‏"‏ ص 45‏:‏ لم أجده، وقال العيني‏:‏ ليس هذا موجودًا في الكتب المتعلقة بنفس الأحاديث، اهـ‏.‏‏]‏‏.‏

-